القائمة الرئيسية

الصفحات

أخبار المواضيع

كيف واين تطبع العملة



كيف واين تطبع ؟وماهي تكاليف طباعتها؟ وكيف يتم التصرف بالتالف منها؟

1- مراحل طباعة العملة
في السنوات الاخيرة تمكنت كاميرات الاعلام باختراق العالم السري لطباعة العملات بشكل نسبي، حيث قامت دور طباعة النقود العالمية وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية بفتح جانب من ورشها أمام الصحفيين، في حين أخفت جانبا آخر من تلك الورش حفاظا على السرية المطلقة.
وتمر طباعة الورقة النقدية بالعديد من المراحل، حيث تبدأ أولا بالورق المستخدم الذي يتكون من 75% من القطن و25% من الكتان. وتتم معالجة القطن بمواد كيماوية لتنقيته من ثم ضغطه إلى صفائح طولية، قبل أن ينقل إلى خزان آخر لتضاف إليه مادة الكتان ويعجنا مع مركبات كيماوية لتنقية الورق من الشوائب، ومن ثم تشكل صفائح كبيرة الحجم. ويستخدم القطن والكتان لسببين رئيسيين، أولهما منح الورقة ملمسا ناعما وثانيهما منح قوة للورقة وإعطاؤها عمرا أطول.
وتنقل الصفائح لاحقا إلى قسم يتمتع بحراسة أمنية مشددة ولا يسمح بدخوله إلا لحاملي التصريح فقط، حتى أن بعض دور الطباعة لا تسمح بدخول الوزراء والمسؤولين إلى هذا القسم إلا بعد الحصول على تصريح خاص. تتم داخل هذا القسم إضافة العلامات المائية وشريط الحماية وبعض الألياف الملونة لحماية الورقة من التزوير.
وبعد الانتهاء من الفحص النهائي للأوراق والتأكد من سلامتها من قبل مختصين، تنقل الأوراق تحت حراسة أمنية مشددة إلى أقسام الطباعة النهائية. ويسبق ذلك قيام النقاشين المختصين برسم شكل العملة وما تحويه من رسومات ورموز وشعارات الدولة صاحبة العملة إلى جانب توقيع وزير المالية ومحافظ البنك المركزي وغيرها من الأمور الأخرى، حيث يتم نقش الرسم على ألواح معدنية ثم تنقل إلى ألواح بلاستيكية بمقاسات معينة.


2-رسوم سك العملة او تكاليف طباعتها....
رسوم سك العملة (Seigniorage) هو مصطلح يُشير إلى الفرق بين القيمة الاسمية للعملة والتكاليف المُتمثلة في انتاج وضرب النقود.
في اقتصادات المال الورقية، الفرق بين القيمة الاسمية لأوراق العملة وتكاليف الطباعة، تُساوي تقريباً القيمة الاسمية للأوراق (تكاليف الطباعة توازي صفر). لذا الطباعة الورقية للعملة هو نشاط مربح للغاية مما دفع الدول إلى احتكار صك العملات. ويُعتبر مصدر دخل مناسب لبعض الهيئات الحكومية.

وتتكتم أغلب الدول على تكلفة طباعة ورقة واحدة من عملتها، حيث إنها من الأمور السيادية وحتى الأشخاص المطلعين عددهم محدد وأقسموا على كتمان السر غير أن بعض الإحصائيات المتعلقة بالدولار تشير إلى أن تكلفة طباعة دولار واحد تساوي دولارا ونصف الدولار. كما تشير دور الطباعة إلى أنه كلما كان نقش ورسم العملة معقدا أو دقيقا أو كان حجم الحماية فيها ومساحتها كبيرة كلما ارتفعت تكلفة طباعة الورقة الواحدة، ولذلك تلجأ الدول إلى طباعة كميات مرتفعة من العملات ذات الفئة العالية للضغط على التكلفة، بمعنى أن تكلفة طباعة ورقة واحدة تساوي دولارا ونصف الدولار لذلك تتم طباعة كميات ضخمة من فئة 100 دولار مقابل طباعة كميات أقل من فئة واحد دولار.

3-الإحراق وإعادة التدوير مآل العملات القديمة والمسحوبة
إلى ذلك، فإن المآل النهائي للعملات القديمة أو التالفة أو التي تم سحبها من السوق يكون في أغلب الحالات المحرقة، ويقول في هذا الإطار مدير الفروع بشركة الجزيرة للصرافة إن العملات المسحوبة يتم إعادة تدويرها في العديد من الصناعات المعنية، على غرار الهند التي تدور عملتها في صناعة الخشب، مشيرا إلى أن قرار سحب العملة يكون قرارا سياديا، وتوجد حالات مختلفة يتم فيها سحب العملة من السوق إما لضخ عملات جديدة أو اعتماد شكل جديد للعملة، حيث تتمثل تلك الحالات أساسا في مكافحة المال الأسود أو عندما توجد سرقات ضخمة بالتالي تقوم الدولة بتغيير شكل عملتها مما يعصف بقيمة العملة القديمة. موضحا أنه بمجرد سحب العملة من السوق تصبح عديمة القيمة وتالفة.
- سؤال لماذا لا تطبع دولة ما مبالغ مالية تغطي عجز موازنتها بدلا من الحصول على قروض أو تمويلات؟،
إن طباعة كميات كبيرة من العملة دون دراسات اقتصادية تؤدي إلى تضخم جامح، بمعنى أن الأسعار ترتفع في السوق نتيجة تضخم حجم النقود في السوق.
وعانت عدة اقتصاديات في العالم نتيجة طباعة كميات ضخمة من العملات، على غرار الاقتصاد التركي الذي عاش على وقع تضخم حاد طيلة 30 عاما اضطره إلى إعداد أكبر عدد من العملة النقدية من فئة الملايين والمليارات وحتى الكاتريليونات كل عامين منذ عام 1981، فقد كانت العملة الورقية ذات قيمة 20.000.000 والتي تستعمل في تركيا فقط أكبر عملة ورقية في العالم وهو ما أفقدها قيمتها، وبمعنى أبسط فإن سعر المنتج يرتفع ظاهريا أي أنك في دولة تطبع كميات ضخمة من العملة قد تشتري رغيف خبز بآلاف الوحدات من عملة تلك الدولة أو تحتسي فنجان شاي بملايين الوحدات من تلك العملة. وقامت تركيا لاحقا بتنظيم العملة وحذف 6 أصفار من العملة في عام 2005 حيث اكتسبت الليرة استقرارها ومازالت العملة مستمرة في استقرارها منذ ذلك الوقت.
ونشير هنا أن اختيار الدولة لطباعة عدد محدد من الأوراق المالية يخضع للعديد من الدراسات والمؤشرات، ومنها حركة التضخم، مستوى النمو الاقتصاد، الاحتياطي من العملة الصعبة والذهب، حركة الدولار في الأسواق العالمية، مستويات البطالة، كمية المعروض النقدي م 2 وم3 داخل الدولة، قدرة الجهاز المصرفي على امتصاص السيولة عند الحاجة وإعادة ضخها كلما تطلب الأمر ذلك.
كما إن أهم مؤشر يجب أن تتم دراسته هو مؤشر التضخم ومن ثم حجم الاحتياطي من النقد الأجنبي والاحتياطي من الذهب، حيث يجب أن يساويا أو يفوقا مستوى العملة المطلوب طباعتها، على سبيل المثال إذا رغبت دولة ما في طباعة مليون ريال جديدة عليها أن تستحوذ على ما يعادل أو يفوق ذلك من النقد بالدولار والذهب معا أو أحدهما. اذا فأن ما يحدد قيمة العملة هو قيمة الاحتياطي الأجنبي مقابل العملة.

تعليقات